
Al-Franj Synagogue in the Jewish Quarter of Damascus – Syria Insider
المزراحيون/مزراحيم Mizrahi
سمي المزراحيون باسمهم باللغة العبرية والتي تعني (الشرقي والمشرقي)، نشأ المزراحيون وتشكلت جماعتهم مع الدين اليهودي إلا أن التوصيف لم يبدأ حتى ظهور جماعات يهودية من خارج منطقة الشرق العربي بلاد الشام و العراق) على أن الوصف قد يتسع ليشمل نظراؤهم في إيران لحدود جورجيا، تمييزاً لهم عن يهود أوروبا وروسيا ويهود امريكا اللاتينية والشمالية ومنهم من زاد ليصف يهود الهند وباكستان بالمزراحيون.
المزراحيون هم كل الذين واكبوا فترة أنبياؤهم وملوكهم (سليمان – داوود – موسى – هارون وغيرهم) ثم انتشروا في المنطقة، ولم يتم تمبيزهم حتى ظهور اليهود السفارديم وهم اليهود القادمون من البلاد الأندلسية في اسبانيا والبرتغال إلى بلاد الشام على وجه التحديد ليتم تمييز اليهودي المقيم عن اليهودي المهاجر.
لا توجد تقييمات صريحة داخل المجتمع المزراحي إلا أنهم يعودون إلى أصول قومية عديدة كاليهود العرب في سوريا – العراق – اليمن – مصر وغيرهم، اليهود الجورجيون – الفارسيون – الحبشيون (الاثيوبيون)
يعتقد المزراحيون بقدوم المسيح المخلص الذي سيعيد أمجاد مملكة إسرائيل التوراتية كما بعودة بناء هيكل سليمان على جبل الهيكل في أورشليم ليتوج ذلك بتجمع اليهود في بقعة واحدة يتخلصون بها من الشتات الذي فرضه عليهم نبوخذ نصر أثناء السبي البابلي.
من الشخصيات المعروفة : النائب السوري عن مدينة دمشق وحيد مزراحي، الحاخام ابراهام حمرا
تعدادهم العالمي يصل إلى3.5 مليون تقريباً وينتشرون اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويصل تعدادهم إلى نصف مليون في دول الاتحاد الأوروبي إضافة إلى تعداد ملموس في الولايات المتحدة الأمريكية والهند.
لا توجد احصائيات دقيقة حول تعدادهم في سوريا حيث كانت الاحصائيات الرسمية لاسيما في عهد السلطنة العثمانية تصنف اليهود جميعا ضمن خانة واحدة عكس المكون المسيحي في سوريا إلا أن توزعهم ينحصر بين حلب – دمشق – القامشلي – جوير – تادف كما أن عددهم بعد الحرب في سوريا قد يكون صفراً.
من الأحداث التي ضربت اليهود المزراحيون السبي البابلي – أحداث لبنان (دمشق) 1860 – أحداث الانتفاضة العربية أثر قيام دولة الاحتلال في فلسطين – الهجرة إلى بلاد أوروبا وأمريكا بعد النكبة والنكسة. لا توجد لجان رسمية حالية لتمثيلهم في الوقت الحاضر، في الماضي كانت تنضوي تحت رئاسة لجنة الطائفة الموسوية التي قادها سليم طوطح ثم ابراهام حمرا.
يحتفل المزراحيون كما عموم نظراؤهم اليهود بجميع المناسبات اليهودية الإسرائيلية، والمزراحيون خصصوا يوم 30 تشرين الثاني من كل عام تذكيرا بمآساة خروجهم من البلاد العربية التي أتوا منها إذ ينظرون إلى مآساتهم بأنها لا تحظى باهتمام كبير كما نظراؤهم الاشكناز، و قد اختير هذا اليوم بدءاً من العام 2014، و يرمز للحالة المزراحية (الشرقية) بعد صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أقسام لإنهاء الانتداب البريطاني بتاريخ 29 تشرين الثاني 1947. لاتوجد طقوس أو قواعد صريحة لهذه المناسبة المزراحية كونها مناسبة مستجدة بدون انعكاسات دينية يمكن أن تؤثر على الحياة الدينية، يُنظر لهذا اليوم باعتباره بوصلة العودة الزمنية للوراء ويتم تكثيف نشر الوثائق والصور عن وجودهم وعاداتهم المشتركة مع نظراؤهم العرب عرقياً بالعموم، حتى الكثير من السفارديم الذين اكتسبوا العادات بالإقامة لمئات السنين يتشاركون المناسبة كجزء من هوية وتراث المنطقة.
يتحدث معظم المزراحيون اليوم باللغة العبرية الحديثة المكتسبة من مشروع إعادة إحياء اللغة العبرية الرسمية إضافة إلى أن اللغة العبرية العثمانية شبه منقرضة والعبرية العربية ما زالت متوارثة مع الجيل الثاني والثالث مع انخفاض نسبة المتكلمين بلهجات الأجداد الأوائل.
لاتوجد تفرعات صريحة داخل هذا المكون، ينقسمون داخليا حسب الدول الأم لكل مجموعة (السوري – اللبناني – المصري – العراقي…) وتختلف انقساماتهم في إلى مناطق داخلية كيهود سوريا الحلبيون والدمشقيون وتختلف بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، وكانوا لفترة من الفترات يملكون سطوة فكرية على عالم الاقتصاد من حيث المواجهات التجارية بين كبرى المدن التجارية وتحريم التزاوج بين الطرفين في أوقات أخرى دعمتها الحساسيات التنافسية حول زعامة الإقليم (منطقة و مدن شرق المتوسط) إلا أن هذه المشاهد بدأت بالاندثار مع الهجرة السورية اليهودية و تشكيل مجتمعات متقاربة لاسيما في بروكلين/نيويورك حيث احتضنت المنطقة الشتات السوري ممن رفض الرحيل إلى الأراضي المحتلة وصهرته في بوتقة واحدة مع أهلهم ممن جاؤوا قبل مئة سنة مع الهجرات السابقة التي عاصرت الأزمات الاقتصادية في الإمبراطورية العثمانية وما تلاها من وضع البلاد اللاتينية نصب العينين لتحسين الأوضاع المعيشية.
