
Antoine Makdis – our lady of Saidnaya monastery
كنيسة الروم الأرثوذكس أو الكنيسة الأرثوذوكسية الشرقية
تعرف أيضاً بالكنيسة الأرثوذوكسية، هي ثاني أكبر كنيسة مسيحية، يزيد عدد تابعيها عن 250 مليون شخص حول العالم. كواحدة من أقدم المؤسسات الدينية، لعبت كنيسة الروم الأرثوذوكس دوراً بارزاً في تاريخ وثقافة في الشرق الأوسط وجزء من أوروبا، بما يتضمن الشعوب اليونانية. كطائفة تابعة للكنائس المستقلة عادة ما تخضع كل منها لحكم السينودس المقدس الخاص بها، أساقفتها متساوون بالكهنوت والخدمة، في ظل المذاهب التي تم الاتفاق عليها بعد مجمع نيقية ليس للكنيسة سلطة عقائدية أو سلطة مركزية كالكنيسة الغربية التي تتبع بابا روما، الا أن الارثوذكس كانوا يتبعون بطريرك المسكوني في القسطنطينية منذ الانشقاق الذي نتج عن مجمع خلقيدونية حول طبيعة المسيح البشرية والالهية.
معنى كلمة ارثوذوكسية أي التعليم المستقيم (استقامة الايمان) وتؤمن كنيسة الروم الأرثوذكس بكنيسة واحدة، مقدسة، ورسولية التي أسسها يسوع المسيح في الإرسالية الكبرى، تحافظ الكنيسة الأرثوذوكسية على ممارسة العقيدة المسيحية الأصلية، والتي ورثت عبر التقليد المقدس. من بين بطريركيتاها المختلفة، بينما تعكس كنائسها الاستقلالية الذاتية وتحتفظ بالتنظيم الهرمي.
تطورت الأرثوذوكسية الشرقية في الجزء الشرقي من الامبراطورية الرومانية والناطق باليونانية، والذي استمر لاحقاً تحت اسم الامبراطورية البيزنطية. أثناء القرون الميلادية الأولى، غالبية التطورات الفكرية، الثقافية والاجتماعية في الكنيسة المسيحية الكبرى حيث كانت اللغة اليونانية واسعة الانتشار وكانت تستخدم في الكتابات اللاهوتية. بالإشارة إلى هذا العهد، أحياناً ما كان يشار إليها باسم “كنيسة الروم، كانت كنيسة الروم الأرثوذوكس المعاصرة تتبع نفس الطائفة التي تتبعها كنيسة الروم الكاثوليك الى ان حصلت الخلافات والتفرق، بسبب النزاعات المذهبية، خاصة سلطة البابا. قبل انعقاد مجمع خلقيدونية عام 451، كانت الكنائس الأرثوذوكسية المشرقية تتشارك أيضاً نفس الطائفة، وكان تمايزها بشكل رئيسي حول طبيعة المسيح (خلاف كرستولوجي).
الأرثوذكس في سوريا تعتبر من أكبر الطوائف المسيحية الموجودة من حيث عدد الشخاص والكنائس الموجودة خاصة بسبب وجود كرسي انطاكيا وثائر المشرق في دمشق حيث كان عدد الروم الارثوذوكس حوالي 181750 من أصل 4025165 نسمة أي بنسبة 4.5% من السكان حسب الإحصاءات الرسمية تتوزع كنائس وأديرة الروم الارثوذوكس في أغلب المحافظات السورية وأبرز هذه الكنائس: مار جرجس الحميراء، في ريف حمص الغربي(وادي النضارة)، مار إلياس الريح، الصفصافة، مار تقلا في معلولة، دير سيدة صيدنايا والشيروبيم في صيدنايا ، كنيسة القديس جاورجيوس، محرده، وكنيسة الأربعين شهيد في حمص.
كان وما زال للأرثوذوكس دور مهم وفعال على المستوى الثقافي والاجتماعي في سوريا وذلك بسبب النشاطات والفعاليات الموجودة تحت رعاية الكنيسة كالمدارس الخاصة والنوادي الثقافية فضلًا عن وجود المراكز الطبية التي تأسست تحت اسم الكنيسة مثل مشفى الحصن البطريركي والعديد من المستوصفات التي تستهدف الفئات الأكثر حاجة من مسيحيين ومسلمين في العديد من المناطق، وخلال الاحداث الأخيرة في سوريا كان هناك دور مميز للكنيسة من خلال دائرة العلاقات المسكونية وهي جمعية غير ربحية تابعة للبطركية وعملت في مختلف المناطق السورية على مشاريع اغاثية ودعم نفسي واجتماعي إضافة للمشاريع التنموية التي كانت تقوم بها بهدف دعم الأشخاص في ظروف الحرب.
غالبية المسيحيين الروم الأرثوذوكس يعيشون في شرق أوروپا، اليونان، والقوقاز، بالإضافة لجاليات أصغر في المناطق البيزنطية السابقة في شرق المتوسط، أفريقيا، وبدرجة أقل أيضاً في الشرق الأوسط بسبب الاضطهاد. هناك أيضاً مناطق أخرى كثيرة في العالم، تشكلت من خلال الشتات، اعتناق المسيحية، والنشاط التبشيري.
