
عن الصفحة الرسميّة لمطرانيّة الأرمن بدمشق
تشكل طائفة الأرمن الأرثوذكس أكبر الطوائف الأرمنية في سورية من حيث عدد الأتباع والمؤسسات المنضوية تحت رعايتها. وهي أول طائفة دينية استقطبت الأرمن منذ عام 301 م حين أعلنت أرمينيا التاريخية المسيحية ديناً للدولة.
تسمى طائفة الأرمن الأرثوذكس أحيانا (الأرمنية الرسولية) أيضاً نسبة لرسل السيد المسيح تداوس وبرتلماوس الذين شطلوا في أرمينيا نواة المسيحية بين عامي 66֊68 ميلادي وظلوا أتباعها يمارسون الديانة الجديدة في الخفاء خوفا من الاضطهاد إلى حين اعتناق الدولة الدين المسيحي رسمياً. يسمى الأرمن الأرثوذكس في سورية أحياناً بتسمية “أرمن قديم” نظراً للهجرات الأرمنية التي تمت قبيل الإبادة الأرمنية عام 1915م حين قصدوا سورية وبالأخص مدن الشمال السوري.
تدار طائفة الأرمن الأرثوذكس من قبل الأبرشيات المعنية وفي سورية توجد أبرشيتان: أبرشية حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس وأبرشية دمشق وتوابعها للأرمن الأرثوذكس ولكل أبرشية رأس هرمها – المطران أو الأسقف – بالإضافة إلى اللجان التنفيذية والتشريعية والمجالس الملية.
أبرشية حلب:
تتبع لأبرشية حلب المجتمعات الأرمنية الأرثوذكسيى في مدن الجزيرة السورية وحلب واللاذفية وإدلب وطرطوس. تعتبر كاثوليكوسية (بطريركية) عموم الأرمن لبيت كيليكيا الكبير (مقرها في لبنان) المرجعية الروحية والقيادية للأبرشية.
إلى جانب حضورها ونشاطها الروحي، فإنّ للأبرشية نشاط ثقافي واجتماعي ورياضي وتنموي وخيري من خلال المدارس والجمعيات والكشافة والنوادي الرياضية التابعة لها في المحافظات التي تتبع لإدارتها بما يخص المجتمع الأرمني الأرثوذكسي. تعتبر مدينة حلب أكبر تمركز للأرمن الأرثوذكس وفيها مقر المطرانية وإحد. أقدم الكنائس الأرمنية – كاتدرائية الأربعين شهيداً – شيدت في القرن الخامس عشر.
يتقن معظم اتباع الطائفة اللغة الأرمنية ويحافظون عليها لاسيما بلهجتها الأرمنية الغربية ويدرسونها في المدارس التابعة لها كلغة طقسية فيما تقام القداديس باللغة الأرمنية التقليدية (كرابار). ما يميز أيضاً طائفة الأرمن الأرثوذكس أنها تحافظ على التقاليد الأرمنية الشعبية وربطها بالمناسبات الدينية مما أكسبها صفة الكنيسة الوطنية.
أبرز الطقوس:
للطائفة طقوس خاصة ترتبط مع مناسبات تشكل فرصة للقاء الرعاية من محافظات كافة مثل تبريد العنب في عيد انتقال السيدة العذراء (منتصف شهر آب من كل عام)، تجهيز الهريسة (الحنطية المطبوخة) بلحوم الأضحية في كل مناسبة ترتبط باسم إحدى الكنائس التابعة للأبرشية.
إشعال النار والاحتفاء بها تزامنا مع عيد دخول المسيح الى الهيكل وتسمى بعيد (ديرنديس) ويصادف منتصف شباط من كل عام ويتم تبريك الريحان بنفس اليوم، رش المياه أو عيد فارتافار والذي يصادف عيد تجلي المسيح في منتصف شهر تموز، تبريك المياه الذي يصادف عيد ميلاد السيد المسيح وعيد الغطاس في السادس من شهر كانون الثاني من كل عام.
وغيرها من الطقوس التي تنفرد المجتمعات الأرمنية الأرثوذكسية بالحفاظ عليها عبر أجيال.
أبرشية دمشق:
وتخضع المجتمعات الأرمنية في كل من حمص وحماه ودمشق والجنوب السوري لقيادة الأبرشية ورعايتها. وتعد الكرسي الرسولي الأم في إيتشميادزين / أرمينيا المرجعية الدينية والقيادية للأبرشية ويكون المطران المكلف [راعي الأبرشية] ممثلاً للبطريرك الأعلى. لدى الأبرشية كنيسة في دمشق وكنيسة في حمص ومدرستان في المحافظتين بالإضافة إلى جمعية الجيل الجديد الثقافية والكشاف التابع لها. وتعد كنيسة مار سركيس للأرمن الأرثوذكس بدمشق إحدى الأدلة الهامة عن تجذر الأرمن في سورية إذ يعود تاريخ تشييدها إلى بدايات عام 14000 ميلادي.
كما أن لكل أبرشية شعارها الديني الخاص يستخدم في المناسبات العامة إلى جانب علمي سورية وأرمينيا.
