ظهرت القومية الآشورية عام 3000 ق.م وتمت تسميتهم على اسم الإله آشور ومعناه البداية. لم يعرف حتى الآن هل تم تسمية المدينة والتي أصبحت لاحقا عاصمتهم على اسم الإله آشور أو العكس. يعد الأشوريون من الأقوام السامية وهم قوقازيون متوسطون,أسسوا إمبراطوريتهم في شمال شرق العراق في العصر الأكدي في عهد الملك “نرام-سين” و ذلك بحسب أسطوانات حجرية وجدت منقوشة في معبد الآلهة عشتار في مدينة نينوى الأشورية والتي أصبحت لاحقا عاصمة الإمبراطورية, ولكنه لم يكن موطنهم الأصلي, فقد ذهب بعض الباحثين القدامى إلى أن الآشوريين نزحوا من الجنوب (من بلاد بابل) إلى موطنهم الجديد, وذلك إبان الهجرة الأولى للساميين إلى وادي الرافدين, فقد كان الأكديون في الجنوب و قد هاجر قسم من هؤلاء الساميين وهم الآشوريون إلى الشمال وفي التوراة( سفر التكوين الأصحاح الحادي عشر) ما يشير الى ذلك. استغل الآشوريون فرصة زوال سلالة أور الثالثة على إثر تحطيم إمبراطوريتها واستقلت وقام فيها ملوك وحكام، ولكن لا يعلم ترتيب تسلسلهم، وقد ورد اسم أقدم مجموعة من أولئك الحكام وهم “سوليلي” و”كيكيا”, والأخير هو الذي شيد أسوار مدينة آشور وهي العاصمة الأولى للإمبراطورية.
اعتنق الآشوريون طوال تاريخهم ديانتين: الآشورية والمسيحية. كانت الآشورية أول ديانة لهم واستمر الآشوريون في ممارسة الآشورية حتى عام 256 م، على الرغم من أنه بحلول ذلك الوقت، كان معظم الآشوريين قد قبلوا المسيحية. تأسست الكنيسة الآشورية عام 33م وانقسموا طائفيا إلى كنيسة المشرق الآشورية، والآشوريون الأرثوذوكس والآشوريون الكاثوليك والبروتستانت، وهم يتوزعون في عدة مناطق وكل منطقة فيها عشائر ومن هذه المناطق شمال العراق وسورية وطور عابدين جنوب شرق تركيا وأورميا شمال غرب إيران ولبنان بالإضافة إلى أنهم يتواجدون في بعض دول العالم مثل أمريكا وأستراليا وفي قارة أوروبا وغيرهم. كما تم تسميتهم قديما بحسب المناطق التي سكنوا فيها وبحسب تبعيتها إما لبيزنطة أو للفرس، فالآشوريون الذي سكنوا في القسم الخاضع لبيزنطة سموا بالسريان والذين سكنوا في القسم الخاضع للفرس بآثور. يتواجد الآشوريون في سوريا في محافظة الحسكة، ولا يوجد حاليا أي إحصائيات دقيقة لأعدادهم في العالم أجمع نتيجة التهجير المستمر والمجازر التي تعرضوا لها.
في القرن الخامس ظهرت كنيستين وهما: كنيسة المشرق الآشورية وكنيسة أنطاكيا الأرثوذكسية. وفي القرن السادس عشر انقسمت كنيسة المشرق الى قسمين وتم تسمية القسم الذي انفصل عنها الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وتم ذلك بسبب البعثات التبشيرية للفاتيكان. ولاحقا انقسمت كنيسة المشرق عام 1970 وتم تسمية القسم الذي انفصل عنها بالكنيسة الشرقية القديمة.
استطاع الآشوريون أن يتركوا بصمتهم في شتى مجالات الحياة، حيث برز عدد كبير منهم ولمعوا في عدة مجالات وهم: • دنخا زومايا- نحّات • آدم دانيال هومة – كاتب • جان هومة – كاتب ومخرج سنمائي • يونان هومة – شاعر • حمورابي صومي – نحّات وعازف ورسام • بشير إسحاق سعدي – عضو مجلس شعب • زيا ملك إسماعيل – عضو مجلس شعب • آرام صليبا – محافظ • دنحو داوود – وزير • عزيز آحي- كاتب
تعرض الآشوريون منذ تأسيس الدولة الآشورية وحتى الوقت الحاضر إلى العديد من المجازر والمذابح وعمليات الإبادة الجماعية وأبرزها: • مجازر بدرخان بك 1843-1846 في حكاري وطورعابدين • مذبحة سميل 1933 على يد الجيش العراقي • الإبادة الجماعية للآشوريين 1915-1923 على يد الجيش العثماني • هجوم داعش 2014 على سهل نينوى • هجوم داعش على القرى الآشورية في محافظة الحسكة واختطاف231 شخص عام 2015
يحتفل الآشوريون على مدار العام بعدة أعياد ومناسبات قومية وأهمهم:
- رأس السنة الآشورية –أكيتو في الأول من نيسان
- ذكرى الإبادة الجماعية- سيفو 1915 بتاريخ 24 نيسان
- يوم الشهيد الاشوري بتاريخ 7 آب.
- عيد نورسرديل (عيد الرشاش) في الأحد الثاني من تموز
- عيدي الفصح والميلاد
يحتفل الآشوريون بعدة أعياد ومناسبات قومية يتخللها طقوس محددة، ففي رأس السنة الآشورية تستمر الاحتفالات لمدة 12 يوم، ويخرج خلالها الشعب الآشوري إلى الطبيعة للاحتفال، تتضمن الاحتفالات الرقص والدبكة الفلكلورية على أنغام الأغاني الآشورية ويلبس الناس خلالها الأزياء التراثية والتي تدعى (خومالا).
هناك قديس لكل قرية أو قريتين يتم خلال الاحتفالات إقامة الصلوات والقداديس في كنائس القرى المحتفلة بهذا التذكار، كما يتم تحضير بعض أطباق الطعام الخاصة بالإضافة إلى أنواع الكعك والتي تأكل مع الشاي الذي يتم تحضيره على الطريقة الآشورية
وفي يوم الشيهد الآشوري وذكرى مجازر الإبادة الجماعية –سيفو تقام الصلوات على أرواح الشهداء وتلقى الخطابات والتي تهدف إلى التذكير الدائم بنضال الشعب الآشوري والتضحيات التي قدمها من أجل الوطن والدين.
أما في عيد نوسرديل (معناه باللغة الآشورية عيد الله أو عيد الرب) أو عيد الرشاش باللغة العربية. تقام في هذا العيد القداديس وترفع الصلوات ويقوم الآشوريون من جميع الأعمار برش بعضهم البعض بالماء وذلك بعد خروجهم من الكنيسة وفي الطرقات والمنازل.
يتحدث الآشوريون بلغة خاصة وهي اللغة الآشورية وهي خليط بين اللغة الأكدية والتي كانت تكتب بنظام الكتابة المسمارية واللغة السريانية الآرامية، وتسمى هذه اللغة “سورث” وتختلف عنهم بإلغاء الأحرف الحلقية (حرفي العين والحاء حيث تم تحويل حرف العين إلى حرف الألف وحرف الحاء الى حرف الخاء فيما بقيت الهمزة فقط) وهي لغة سامية وتحوي عدة لهجات نتيجة هجرة الشعب الآشوري واحتكاكه بباقي الشعوب.
يعد نيافة المطران مار أفرام أثنيل- راعي كنيسة المشرق الآشورية في سوريا من أهم الشخصيات المرجعة الرسمية للقومية الآشورية في سورية، كما ينتمي عدد كبير من الاشوريين الى عدة أحزاب أهمها:
- الحزب الآشوري الديمقراطي
- المنظمة الآشورية الديمقراطية
من الكتب المرجعية التي يتفق عليها الآشوريون في التعريف عن قوميتهم:
- الآشوريون بعد سقوط نينوى- هرمز أبونا
- تاريخ كلدو وآثور- شير أدي

