
Olivier Martel 1981 – صيدنايا
المسيحية هي إحدى الديانات السماوية الكبرى وتعتبر من الأديان الرئيسية في العالم تعتبر المسيحية واحدة من الديانات الابراهيمية التي تؤمن بالله وتبني ايماناها على الخلاص الذي ناله الشعب بموت وقيامة المسيح ابن الله الذي ارسله ليحرر العالم من الخطيئة، تعود بدايات المسيحية إلى القرن الأول الميلادي في فلسطين، حيث ولد يسوع المسيح في بيت لحم وعاش حياته في المنطقة المحيطة بها. بعد موته على الصيب وقيامته، بدأ تبشير تلاميذه بالإيمان به وبتعاليمه من خلال جماعات صغيرة. فيما بعد، انتشرت المسيحية عبر التبشير والمهاجرة للمسيحيين في العديد من المناطق من فلسطين والشرق الى العالم، أطلق على الجماعة التي امنت واتبعت المسيح تسميت المسيحية في أنطاكية (سوريا) في القرن الأول الميلادي (حوالي سنة 35 ميلادية).
تأثرت المسيحية بالبيئة الثقافية والدينية في الشرق الأوسط والإمبراطورية الرومانية، وتعرضت للمضايقات والاضطهادات في بدء الأمر من قبل السلطات الرومانية. ومع ذلك، تحولت إلى الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع تحت حكم الإمبراطور قسطنطين الكبير ما ساعد من انتشارها، مع مرور الوقت أصبحت المسيحية تأخذ شكل مؤسسة وأصبح لها 5 مراكز أساسية تسمى الكراسي البطركية منتشرة نحو العالم.
مع انتشار المسيحية في العالم ظهرت العديد من التعاليم الخاطئة فيها فكانت الكنيسة بحاجة للقيام باجتماعات دائمة لمحاربة هذه التعاليم وكانت تسمى بالمجامع المسكونية (أو المجامع الأولى السبعة) هي مجموعة من المجامع الكنسية التي تم عقدها في القرون الأولى للمسيحية، وهي معترف بها من قبل الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وتُعتبر هذه المجامع مهمة لأنها ناقشت وصيغت معتقدات الكنائس حول قضايا هامة من العقيدة والممارسة الدينية. وكان مجمع خلقيدونية أهمها لأنه ناقش موضوع طبيعة المسيح البشرية والإلهية وأدى هذا المجمع الى انقسام بين الكنائس قسم منها اتفق على ان طبيعة المسيح الهية وقسم اخر اتفق على طبيعتين بشرية والهية.
يؤمن المسيحيين بالله والثالوث المقدس: الله واحد في ثلاثة أقانيم.
– الإيمان بالمسيح كمخلص ومحرر من الخطيئة.
– الإيمان بالفداء والصلب والقيامة للخلاص.
– الإيمان بالتجسد: يسوع هو الله الذي تجسد بشكل إنساني.
يعتمد المسيحيين على الكتاب المقدس هو مقسوم الى جزئين العهد القديم يضم قصة الشعب اليهودي قبل مجيء المسيح والعهد الجديد وهو مكتوب من قبل التلاميذ الذين عاشوا مع المسيح وبوحي من الروح القدس، اضافة لتعاليم الكنيسة التي تصدر بعد المجامع المسكونية يبلغ عدد المسيحين حول العالم حوالي 2,5 مليار بعد أن كانوا حسب إحصاءات 1955 حوالي 1,8 مليار منتشرين حول العالم من مذاهب مختلفة شرقية وغربية وبالرغم من وجود بعض الاختلافات في الطقوس الدينية انما تجمعهم العقيدة الواحدة في الايمان.
انتشرت المسيحية في سوريا منذ البدايات وخاصة لقربها من فلسطين وأن سوريا كانت تتكلم الآرامية والسريانية أي نفس اللغة التي تحدث بها المسيح وكان لسوريا أدوار مهمة في الانتشار والتبشير في الشرق ونحو العالم وتحوي سوريا على العديد من الاثار تؤكد على أنها كانت محطة مهمة للمسيحين ف بولس الرسول الذي ساهم في نشر المسيحية نال دعوته في دمشق وتعمّد على يد القديس حنانيا، إضافة لوجود رأس يوحنا المعمدان في سوريا فضلًا عن الاديرة والكنائس التي بنيت على يد الجماعات الأولى التي تعرضت للاضطهاد في بداية المسيحية مثل دير معلولا والقديسة تقلا،
وكان المسيحيين من القرن الأول الى القرن الثالث عشر يشكلون النسبة الأكبر من سكان سوريا ومع مرور الوقت ودخول المسلمين ونتيجة الفتوحات والاحداث التي كانت تحصل بدأت نسبة المسيحين تقل في سوريا واستمر هذا التغير الى أن أصبح المسيحيين أقلية في سوريا وفي النسب المئوية على سبيل المثال عام 1978 كان المسيحين يشكلون 12 بالمئة من عدد السكان بينما اليوم لا يوجد رقم دقيق لكن عددهم لا يتجاوز 50 ألف نسمة من أصل 24 مليون نسمة.
