العلويون

العلويون Alawites

تعتبر الطائفة العلوية في سورية ثاني أكبر طائفة من حيث التعداد (خمس عدد السوريين أي 20%)، سكنت الطائفة العلوية بلاد الشام متوزعة بشكل أساسي في مناطق الساحل السوري وجواره، ولواء إسكندرون والجولان السوري المحتل وشمال لبنان مع بعض المناطق المتفرقة في المنطقة.

ونظراً لكونها عقيدة باطنية لا يجاهر فيها العلويون بانتمائهم وعقيدتهم، فلا يوجد أرقام دقيقة لعدد المسلمين العلويين حول العالم ولكن تذكر إحدى المصادر عدد تقريبي بين ال 7-14 مليون بحسب تعداد لعام 2014.

يعرف العلويون أنفسهم بأنهم العلويون المسلمون الإماميون الجعفريون، يعتمدون أصول الشريعة الإسلامية عقيدة لهم يطبقون أحكامها وفقاً لمذهب الإمام السادس أبي عبدالله جعفر الصادق.

المذهب العلوي كباقي المذاهب الشيعية يفضل الإمام علي بن أبي طالب على غيره، دون أن يخرج عن النطاق الإسلامي، ولا يخلو من بعض اللغو الذي فسر فيه رجال المذهب الدين الإسلامي كما يريدون فخالفوا ما تفسره بقية الفرق الإسلامية وجعلهم موضع شك وسؤال.

العلوية الحقة التي يفتخر فيها العلويون باسمهم هذا “العلويون” دون غيره من الأسماء،هي موالاة الإمام علي بن أبي طالب والامتثال لأوامر ونواهيه واعتبار نهجه هو النهج والدليل والطريق، ويذكر من أبرز أعلام المدرسة العلوية محمد بن نصير النميري والحسين بن حمدان الخصيبي (بحسب بعض المصادر المؤسس الأول والثاني على الترتيب).

تفرد بعض العلويون بفنون التصوف والعرفانية فصارت سمة العلوية العامة : العرفانية أي يعنون بعلوم المعارف ويكتنزون علوماً خاصة تجمع مابين صفوة الفلسفة والمنطق والإلهيات وعلم الكلام وبين خلاصة علوم الدين(علوم القرآن لاسيما حقيقية علم التأويل).

ممارساتهم تتأرجح بين العلوي الحق الملتزم بالشريعة والعلوي غير الملتزم المعتمد على حقائق وجواهر عرفاء طائفته ومتصوفيهم، والعلويون عموماً الملتزم وغير الملتزم يؤمنون بالله وحده وبنبوة ورسالة محمد (ص) وباليوم الآخر والجنة حق والنار حق وكتابهم المقدس المرجعي القرآن الكريم المكتوب باللغة العربية.

أبرز محطات الطائفة عبر التاريخ تتمثل في الظلم الذي تعرضت له الشيعة عموماً والعلوية خصوصاً، والذي كان سبباً في تقوقع المسلمين العلويين وانعزالهم وفي كثير من الأحيان الهروب والاختفاء عن أعين الناس خوفاً على أرواحهم، نذكر من هذه المحطات المظلمة مجزرة التلل في حلب على يد السلطان التركي سليم الأول والتي راح ضحيتها أكثر من أربعين ألف علوي من بينهم أطفال ونساء وشيوخ، حيث أنهت هذه المجزرة التواجد العلوي في حلب.

العلويون في سورية نسيج متجانس ومنسجم في مجتمعاتهم لذلك ما من مرجعيات مستقلة خاصة لهم، أما مرجعيتهم الدينية فتنقسم إلى قسمين: قسم رسمي متمثل بمرجعية الدولة (وزارة الأوقاف ودار الفتوى)، وقسم غير رسمي متمثل برجال الدين الأكفاء الأصحاء حيث يلجأ المحتاج إلى عون أو مشورة من يراه أهلاً.

تسمى الأماكن المقدسة للعلويين بالمقامات أو المزارات، ويفوق عددها ال 350 مقام ما بين سورية والحدود اللبنانية، يقصدها العلويون للصلاة والدعاء واللجوء لله بشفاعة رجال الدين المنسوبة لهم هذه المزارات.

أما عن أعيادهم ومناسباتهم الدينية فنذكر منها: عيد الغدير وعيد الرابع وعيد النصف من شعبان وعاشوراء وعيد الأضحى والفطر، يؤدي فيها العلويون الصلاة جماعة مع ذبح الأضحية والزكاة، ويعرف عن العلويين عموماً وسكان الساحل السوري خصوصاً العديد من المناسبات الاجتماعية التي كانت تحمل في الماضي خلفية دينية وأصبحت اليوم مناسبات اجتماعية صرفة يشاركونها مع أبناء الطوائف الأخرى أحياناً من مثل: عيد الزهوريات(رأس السنة السورية) وهو نفسه عيد الرابع، وعيد القوزلة والبربارة والغطاس وعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، بوصفها مناسبات للفرح تحمل من مظاهر الاحتفال الشعبي المميزة والبساطة التي يتحلى بها العلويون.

بالنسبة للمصادر لا يوجد جهة رسمية تعتبر مرجعية متفق عليها من قبل العلويين ولكن يوجد بعض المجموعات وصفحات الفيسبوك والمدونات التي تعنى بقضايا الطائفة وتاريخها والتعريف بالعلوية الحقة وتجمع العلويين من أنحاء العالم.