الأرمن الكاثوليك

تعد طائفة الأرمن الكاثوليك في سورية ثاني أكبر طائفة أرمنية وتتوزع على ثلاث أبرشيات تدير أمور الرعية وأتباع الطائفة: أبرشية حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك وأبرشية دمشق وأبرشية الجزيرة والفرات.

وتعتبر بطريركية بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك – مقرها في بزمار، لبنان – مرجعية الطائفة والتي تتبع بشكل مباشر لرعاية الكرسي الباباوي في الفاتيكان.

تاريخياً، تعد مدينة حلب موطن تنظيم وهيكلة الطائفة الأرمنية الكاثوليكية حين ثبّت البابا بندكتوس الرابع عشر انتخاب الأسقف أردزيفيان بطريركاً من قبل الأساقفة والإكليروس والمؤمنين معطياً اياه مهمة توحيد جميع الأرمن الكاثوليك تحت سلطته البطريركية.

تم الاعتراف بطائفة الأرمن الكاثوليك رسمياً (من قبل الدولة العثمانية) في عام 1830 م كطائفة مستقلة بعد أن كانت تتبع تارة لبطريركية الأرمن في القسطنطينية أو جهات دينية كاثوليكية معترفة من قبل السلطان العثماني آنذاك.

وما إن صدر فرمان السلطان حول اعترافه بالطائفة الأرمنية الكاثوليكية سارع مدير سيدة دير بزمارة (المقام البطريركي في لبنان) المطران ابراهام كوباليان إلى شراء قطعة أرض واسعة عبارة عن دار عربية وحولها إلى كنيسة (أم المعونات) لتكون أول كنيسة أرمنية كاثوليكية على أراضي سيطرة الدولة العثمانية وأول كنيسة أرمنية كاثوليكية في سورية.

ينتشر أتباع الطائفة الأرمنية الكاثوليكية في سورية ضمن محافظات عدة وبشكل أساس في مدينة حلب ثم دمشق ومدن الجزيرة السورية وكسب وإدلب (قبل الحرب السورية).

يعد البطريرك الأرمني الكاثوليكي الكاردينال غريغوريوس بطرس الخامس عشر أغاجانيان أحد أبرز وجوه الطائفة بمواقفه الوطنية إلى جانب رسالته الروحية ونشاطه الديني يمثِّلُ دورًا هامًّا في إعادة بلدةِ كَسَب والقرى المجاورة لها إلى الحُكم السوريّ، بعدَ أن ضُمَّت إلى تركيا في العام 1939 وتقديراً له أعطت السلطات المحلية في حلب اسمه لأحد الشوارع في مركز المدينة مؤخراً.

تتميز طائفة الأرمن الكاثوليك بحفاظها على اللغة الأرمنية الطقسية والتقاليد الكنسية الأرمنية بالتوازي مع عقيدتها الكاثوليكية الشرقية وكغيرها من الطوائف الأرمنية وجدت من سورية تربة خصبة لإعادة انتعاش اتباعها حول الهوية الأرمنية الثقافية والاجتماعية والقومية.

تتمتع الطائفة الأرمنية الكاثوليكية بعلاقات ممتازة مع الطوائف الأرمنية الأرثوذكسية والبروتستانتية في سورية وتتشارك معهم في رعاية مشاريع مسكونية عدة أبرزها دار رعاية المسنين الأرمن ومدرسة “أريفيك” لذوي الإعاقة الأرمن وكانت عضوة في “لجنة الطوارئ” المشتركة بين الطوائف والجمعيات الأرمنية المختلفة.

يعد مطران الأبرشية صاحب السلطة في إدارة وتسيير أمور الرعية والمرجع المعتمد من قبل الدولة وراعي جميع المؤسسات التابعة للطائفة من مدارس وكنائس وفرق كشفية وأخويات ولجان الإغاثة وغيرها.

يتعرف المشاهد على الكنائس الأرمنية الكاثوليكية من خلال طرازها الأرمني الفريد وتبدو بعضها نسخة عن الكنائس الأرمنية الكاثوليكية في أرمينيا الغربية (تركيا الحالية). وخير مثال لإحدى تلك الكنائس كنيسة الثالوث الأقدس – سيدة الفرح في حلب.

كما تعد الأبرشيات الأرمنية الكاثوليكية في سورية خزانا بشريا زودت الأبرشيات الشقيقة في مختلف دول العالم برجال دين وعلماء ومثقفين ساهموا بإعادة إحياء المجتمعات الأرمنية المندثرة وجمعها تحت رعاية واحدة وتقديم الخدمات اللازمة لهم.